أهم آفات محصول القمح :  الأمراض الفيزيولوجية Physiological Diseases:

وهي مجموعة الأمراض التي لاتسببها كائنات حية، بل تحدث نتيجة لتأثير بعض العوامل البيئية، سواء الجوية منها أو التربة، وكذلك نتيجة لتفاع التركيب الوراثي للنبات مع البيئة، محدثة بذلك أعراض تشبه في كثير من الأحيان أعراض الإصابة ببعض الأمراض الطفيلية، ومن أمثلة ذلك أعراض نقص العناصر سواءً الأساسية منها أو النادرة ودرجة حموضة التربة ثم الجفاف أو زيادة الرطوبة الارضية. كما أن نثر الأسمدة قبل تطاير الندى يؤدي إلى حروق مناطق في الأوراق يصعب تمييزها عن أعراض بعض التبقعات الورقية.

1-  أضرار الصقيع Frost Damage:  قد يحدث الصقيع تأثراً كبيراً على نباتات القمح والشعير ويتوقف حجم الضرر الناتج على الحالة الفيزيولوجية للنبات وطور النمو وقت حدوث الصقيع وعلى مدى مقاومة الأصناف المزروعة وبصورة عامة فإن الشعير أكثر تأثراً من القمح بموجات الصقيع كما أن الأصناف الشتوية أكثر مقاومة من الأصناف الربيعية.

أهم آفات محصول القمح :  الأمراض الفيزيولوجية Physiological Diseases: - عالم النباتات - اكتشف الذكاء الاصطناعي والزراعة

تتفاوت أعراض تأثير الصقيع من جفاف للأطراف فقط إلى الجفاف الكلي للأوراق والنباتات، كما يؤدي إلى عقم جزئي أو كلي للسنابل، ويعزى التأثير الضار للصقيع إلى تجمد العصير الخلوي وتلف الجدر الخلوية بالبلورات الإبرية للجليد.

تعرض نبات القمح لدرجات حرارة منخفضة خلال الفترة الحساسة بين مراحل الانبثاق والتزهير قد يؤدي إلى تغير لون الأوراق، واحتباس السنابل داخل الغمد، وحدوث عقم في الأزهار، وتلف في السيقان السفلية. يوضح هذا المقال الأعراض الفسيولوجية الناتجة عن الصقيع، وآلية تأثيره على إنتاجية القمح، والطريقة المثلى لتقييم الضرر في الحقل.

يعد القمح من المحاصيل الشتوية التي تتحمل درجات الحرارة المنخفضة بدرجة كبيرة، إلا أن بعض المراحل النمائية تكون حساسة بشكل خاص لتأثيرات الصقيع، لا سيما بين طور الانبثاق ومرحلة التزهير. وخلال هذه الفترة، يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المتجمدة إلى أضرار تؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية وجودة السنابل.


الأعراض الظاهرة نتيجة التعرض للصقيع

تشمل الأعراض الملاحظة ما يلي:

  • تغير لون الأوراق إلى الأخضر الفاتح أو الأصفر، مع ظهور علامات نخر (اسوداد) في أطراف الأوراق.
  • التواء الأوراق والسيقان بشكل غير طبيعي.
  • اصفرار أو موت الورقة العلم عند مرحلة Feekes 8، مما يشير إلى تلف في نقطة النمو.
  • احتباس السنابل داخل الغمد في بعض الحالات.
  • انحناء الرؤوس (السنابل)، خاصة عند حدوث تباين حراري مفاجئ بين ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها.
  • تبيض الأغمدة (القنابع)، وهي علامة على إصابة الرأس بالصقيع، وقد تُشبه أحيانًا أمراضًا مثل الفيوزاريوم or التآكل الأسود.
  • شحوب لون الأزهار المتضررة مقارنة بتلك غير المتأثرة.

تحليل تأثير الضرر على الإنتاجية

أظهرت الملاحظات الميدانية أن التأثير الأكبر للصقيع يحدث عند مرحلة الإزهار، حيث تكون السنابل مكشوفة وعرضة بشكل كبير للتلف. رغم أن القمح يمكنه تعويض جزء من الضرر عن طريق إنتاج أشطاء ثانوية غير متضررة، إلا أن الأشطاء التي تعرضت لنقطة نمو تالفة لا تستمر في النمو ولن تنتج سنابل. مع ذلك، من النادر أن تكون كل نباتات الحقل في نفس المرحلة العمرية أو تتعرض بنفس الدرجة للصقيع، لذلك فإن الخسائر تكون غالبًا موضعية وتقتصر على الأماكن المنخفضة من الحقل أو الأصناف الحساسة.

طرق التحقق من الإصابة بالصقيع

للتحقق من تأثر القمح بالصقيع، يُنصح بما يلي:

  • المشي داخل الحقل وعدم الاعتماد على الفحص البصري من الطرق.
  • فحص الأوراق والسيقان للكشف عن الالتواء وتغير اللون والنخر.
  • فحص السنابل الناشئة لملاحظة أي أعراض تبيض أو شحوب في الأزهار.
  • تشكل درجات الحرارة المنخفضة خلال فترة الانبثاق حتى الإزهار خطرًا حقيقيًا على إنتاجية القمح، خاصة إذا ترافقت مع ظروف نمو غير مستقرة. يعد التشخيص المبكر والميداني للأعراض أمرًا ضروريًا لاتخاذ قرارات إدارة المحصول، مثل توقع خسائر الإنتاج أو تقييم جدوى الحصاد. كما أن اختيار الأصناف المقاومة للصقيع وإدارة مواعيد الزراعة قد تساهم في تقليل تأثير هذه الظاهرة

2-   الأضرار الناتجة عن مبيدات الأعشاب Herbicide Damage: إن سوء استعمال مبيدات الحشائش قد يلحق ضرراً بالغاً في حقول القمح والشعير. وقد يكون الضرر ناتجاً عن استعمالها بتركيزات تفوق التركيزات الموصى بها. أو عند رشها في طور نمو غير مناسب، أو لدى استعمال مبيدات لايجوز رشها على كلا المحصولين، ويزداد فعلها الضار مؤثراً على النمو الخضري، إذا أعقب الرش موجات من الصقيع أو الحرارة المنخفضة أقل من 7م°. 

خطورة استخدام مبيدات الحشائش على القمح في المراحل المتأخرة من النمو

يلجأ بعض المزارعين أحيانًا إلى رش مبيدات الحشائش في المراحل المتأخرة من عمر القمح، دون إدراك للعواقب الخطيرة التي قد تترتب على هذا الإجراء. إذ أن رش مبيدات الحشائش بعد تجاوز المرحلة المسموح بها يمكن أن يتسبب في تشوه السنابل وتلف الحبوب، مما يؤدي إلى انخفاض في جودة وإنتاجية المحصول.


ما العمل عند وجود حشائش متأخرة في الحقل؟

في حال ظهور الحشائش في نهاية الموسم، فإن الرش الكيميائي لم يعد خيارًا آمنًا. وبدلاً من ذلك، يُنصح باتباع ما يلي:

  • النقاوة اليدوية: وهي الطريقة الأنسب في هذه المرحلة لتفادي الإضرار بمحصول القمح.
  • منع الحشائش من الإزهار وإنتاج البذور: لأن ترك الحشائش تزهر وتنتج بذورًا سيحول الحقل إلى بنك بذور دائم، مما يزيد من تكاليف المكافحة في الموسم التالي.

الحدود الزمنية لاستخدام مبيدات الحشائش الآمنة على القمح

فيما يلي توضيح للمبيدات الأكثر شيوعًا، مع بيان المراحل الآمنة لاستخدامها:

  1. مبيد تراكسوس و أكسيال
    • المرحلة المسموحة: حتى ظهور ورقة العلم.
    • تقابل هذه المرحلة فيكس 8 (Feekes 8) or زادوك GS 37، أي بعد مرحلة التعقيل (Jointing).
    • تقريبًا: عند عمر 70 يومًا من الزراعة.
  2. مبيدات تحتوي على المادة الفعالة ترايبينورون ميثيل (مثل جرانستار)
    • المرحلة المسموحة: حتى نهاية مرحلة التفريع، أي قبل بداية التعقيل.
    • تقريبًا: حتى عمر 55 يومًا من الزراعة.
  3. مبيدات تحتوي على المادة الفعالة فينوكسابروب-إيثيل
    • تدخل هذه المادة في العديد من المنتجات مثل فيتشر Future وغيره.
    • المرحلة المسموحة: كذلك حتى نهاية التفريع وقبل التعقيل، أي 55 يومًا تقريبًا من الزراعة.

الخلاصة والتوصيات للمزارعين

  • تجنّب الرش المتأخر لأي مبيد حشائش بعد مرحلة التعقيل أو ظهور ورقة العلم، لأن ذلك يعرض السنابل للخطر وقد يؤدي إلى خسارة فادحة في الإنتاج.
  • في حال ظهور الحشائش المتأخرة، الجأ إلى النقاوة اليدوية فورًا.
  • متابعة نمو القمح حسب تقسيم فيكس وزادوك يساعدك على تحديد التوقيت الدقيق لاستخدام المبيدات.
  • احرص على استخدام النوع المناسب في الوقت المناسب وفقًا للتوصيات الفنية، وتجنب استخدام مبيدات الحشائش دون استشارة مهندس زراعي مختص.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Post comment