جدول محتويات المقالة
Toggleالعوامل الممرضة ودورة المرض
يصيب مرض عفن الساق الصمغي العديد من محاصيل العائلة القرعية، بما في ذلك البطيخ، والشمام، والخيار، والقرع، والكوسا. وتشمل العوائل غير القرعية: الفاصولياء الخضراء، والبامية، والطماطم، والتبغ.
يسبب المرض فطريات من أجناس Stagonosporopsis، وهي:
- Stagonosporopsis citrulli
- Stagonosporopsis cucurbitacearum
- Stagonosporopsis caricae
تُعد Stagonosporopsis cucurbitacearum محددة العائل، إذ تصيب فقط النباتات القرعية، وهي النوع الأكثر شيوعًا على محاصيل القرعيات.
تستطيع الفطريات المسببة لعفن الساق الصمغي البقاء (فصل الشتاء) على بقايا المحاصيل المصابة، والنباتات المتطوعة (النامية تلقائيًا)، وأنواع الأعشاب الحساسة.
يمكن أن تبقى هذه الفطريات حية على البقايا النباتية المصابة لعدة سنوات، كما يمكنها البقاء على البذور المصابة.
يتميّز مرض عفن الساق الصمغي بكونه مرضًا متعدد الدورات (Polycyclic)، أي أنه ينتشر من نبات إلى آخر خلال الموسم الواحد.
ينتشر العامل الممرض لمسافات طويلة عبر البذور المصابة والأبواغ الأسكية (ascospores) المحمولة بالرياح. أما الانتقال لمسافات قصيرة، فيحدث عبر المياه المتناثرة (بفعل الأمطار أو الري العلوي) التي تنقل الأبواغ الكونيدية (conidia) إلى النباتات المجاورة.تُفضِّل الفطريات المسببة للمرض درجات الحرارة الدافئة والظروف الرطبة.
تحدث العدوى عند درجات حرارة تتراوح بين 16° إلى 28° مئوية (60° إلى 82° فهرنهايت)، مع نطاق مثالي يتراوح بين 24° إلى 25° مئوية (75° إلى 77° فهرنهايت).
أما درجة الحرارة المثلى لتكوين الأبواغ (sporulation) فهي 25° مئوية (77°F).
يمكن أن تُسبب لفحة الساق الصمغية أضرارًا جسيمة للبطيخ الذي ينمو في المناطق الدافئة والرطبة.
تستطيع الفطريات المسببة لفحة الساق الصمغية البقاء على قيد الحياة على بقايا المحاصيل المصابة وأنواع الأعشاب الضارة الحساسة.
تُدار لفحة الساق الصمغية بشكل أساسي من خلال استخدام مبيدات الفطريات.
تُعد لفحة الساق الصمغية من أكثر الأمراض تدميرًا للبطيخ في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وقد سُجِّلت نسبة خسارة في المحصول بسبب هذا المرض في المزروعات غير المعالجة بلغت 43%، وكانت لفحة الساق الصمغية أكثر أمراض البطيخ شيوعًا
مظهر الإصابة بآفة لفحة الساق الصمغية في البطيخ
يسبب مرض لفحة الساق الصمغية في البطيخ موت سريع للنباتات الصغيرة إذا ما أصيبت السويقة الجنينية أو الأوراق الفلقية، وتظهر على النباتات الكبيرة في العمر بقع مستديرة ذات لون أحمر قاتم إلى أسود يصل قطرها لحوالي 5 مم محافظة في بعض الأحيان بهالة صفراء.
ويمكن أن تبدأ الإصابة من حواف الأوراق بشكل ذبول يتقدم للداخل نحو مركز الورقة لتسبب في النهاية لفحة الأوراق.
وتظهر تقرحات على الساق والفروع وتشققات طولية ذات لون بني يسيل منها إفرازات منها إفرازات صمغية ذات لون أحمر أو بني محمر منغمسا فيها أحيانا أجسام الفطر الثمرية الصغيرة ذات اللون الأسود.
يمكن أن يتجلى هذا العرض في منطقة تاج البنات في النهاية يحدث تجعد وتطويق لهذه المناطق وموت عروش النبات أعلى منطقة الإصابة، مع ظهور بقع شبه مائية صغيرة مستديرة إلى بيضاوية ذات لون بني على الثمار تتحول للون الأسود وقد يظهر على هذه البقع الإفرازات الصمغية وأجسام الفطر السوداء كعلامات مميزة ومؤكدة لهذا المرض.
توقيت مكافحة لفحة الساق الصمغية في البطيخ
عند بداية ظهور الأعراض
لفحة الساق الصمغية يعد واحدًا من الأمراض التي تهدد مزارعي البطيخ بخسائر اقتصادية فادحة، ما يحتم ضرورة توخي الحذر حياله، واتخاذ كافة الإجراءات التي تحول دون حدوثه، مع تنفيذ معاملات المكافحة إذا ما تم رصد الإصابة أو أحد أعراضها.
في هذا السياق، أوردت لجنة المبيدات عددًا من التوصيات الفنية، ضمن كتيبها الإرشادي الصادر لعام 2023، توضح فيه بشكل مبسط وسلس، سُبل التعامل المُثلى مع لفحة الساق الصمغية، وشرحًا وافيًا لأبرز أعراض الإصابة وتوقيت حدوثها، بالإضافة لجدول شامل لأهم المستحضرات الكيميائية المُستخدمة ضمن برنامج المكافحة المعتمد.
لفحة الساق الصمغية
أبرز أعراض الإصابة
يمكن اكتشاف حدوث الإصابة بـ”لفحة الساق الصمغية” حال ظهور عدد من الأعراض التي أوجزتها لجنة مبيدات الآفات الزراعية في النقاط التالية:
- موت سريع للنباتات الصغيرة حال إصابة السويقات الجنينية أو الأوراق الفلقية.
- النباتات الكبيرة يظهر عليها بقع مستديرة ذات لون أحمر قاتم إلى أسود “قطرها يصل إلى 5 ملليمترات”
- في بعض الحالات تحاط هذه البقع بـ”هالة صفراء”
- الإصابة قد تبدأ من الحواف على هيئة ذبول يتقدم لمركز الأوراق
- تقرحات على الساق والفروع
- تشققات طولية ذات لون بني على السوق والفروع
- وجود إفرازات حمراء أو ذات لون بني محمر “قد تظهر فيها أجسام الفطر الثمرية السوداء”
- في بعض الحالات يتم رصد الإفرازات على منطقة تاج النبات
- حدوث تجعدات حول منطقة التاج المصابة
- موت عروش النباتات أعلى المناطق المصابة
- ظهور بقع مائية صغيرة ودائرية ذات لون بني حول الثمار
- مع اشتداد درجة الإصابة تتحول البقع إلى اللون الأسود
- قد يصاحب العرض الأخير ظهور الإفرازات الصمغية وأجسام الفطر السوداء كعلامة مميزة لوقوع الإصابة
هل ترتبط الإصابة بتوقيت معين؟
أن أعراض الإصابة بـ”لفحة الساق الصمغية”، يتسع مداها لتشمل كافة مراحل نمو النبات، وبخاصة في المراحل العمرية المبكرة.

متى تبدأ إجراءات المكافحة؟

بدء تنفيذ إجراءات مكافحة لفحة الساق الصمغية على البطيخ، بمجرد رصد أيًا من أعراض الإصابة السالفة الذكر، للحد من نسبة الهدر والفاقد المتوقعة جراء هذا
المرض.
الإدارة والسيطرة على المرض
يمكن أن تكون البذور والشتلات المصابة مصدرًا لعدوى عفن الساق الصمغي، لذا من المهم شراء البذور والشتلات من جهات موثوقة ومعتمدة. وقد تساعد المبيدات الفطرية المعالجة للبذور في الوقاية من دخول المرض إلى الحقل.
يجب فحص الشتلات بعناية بحثًا عن أعراض عفن الساق الصمغي قبل الزراعة، وينبغي التخلص من أي صينية تحتوي على شتلات مصابة وعدم استخدامها.
بعد الحصاد، يجب حرث بقايا المحصول المصاب مباشرة في التربة، كما يُوصى بتطبيق دورة زراعية لمدة سنتين إلى أربع سنوات مع محاصيل غير عائلة للمرض بعد ظهور عفن الساق الصمغي.
يُمنع إعادة استخدام الغطاء البلاستيكي (الملش البلاستيكي) لموسم ثانٍ من زراعة القرعيات.
كما يجب إزالة النباتات المتطوعة (النابتة تلقائيًا) وأعشاب القرعيات التي تنمو داخل أو حول منطقة الزراعة.
لا تتوفر أصناف تجارية من البطيخ مقاومة لمرض عفن الساق الصمغي.
ومع ذلك، فإن تطعيم نباتات البطيخ على أصول من هجائن القرع بين الأنواع قد يساعد في الوقاية من قروح التاج (Crown cankers).
يتم التحكم في مرض عفن الساق الصمغي على البطيخ أساسًا من خلال استخدام المبيدات الفطرية.
إن بدء المعاملة بالمبيدات بمجرد توافر الظروف البيئية المناسبة لتطور المرض يساهم في منع استقراره وانتشاره.
غالبًا ما يجب بدء رش المبيدات في أو قبل مرحلة تلامس العروش (vine-touch stage).
يوفر التكرار المنتظم لرش المبيدات الوقائية مثل الكلوروثالونيل (chlorothalonil) والمانكوزيب (mancozeb) مستوى جيدًا من المكافحة.
ومع ذلك، فإن المبيدات العلاجية/الجهازية (systemic fungicides) تكون غالبًا أكثر فاعلية في إدارة المرض.
أظهرت الدراسات أن استخدام المبيدات الفطرية يمكن أن يمنع الخسائر الكبيرة في وزن الثمار القابلة للتسويق، خصوصًا في المراحل المتأخرة من الموسم حين يزداد انتشار المرض.
في دراسة أجريت في ولاية ساوث كارولاينا، كان وزن الثمار القابلة للتسويق أعلى بنسبة 17% في تجارب الربيع، و169% في تجارب الخريف عند استخدام الكلوروثالونيل أو المانكوزيب مقارنةً بالنباتات غير المعالجة.
وقد أظهرت نفس الدراسة أن الكلوروثالونيل كان أكثر فاعلية من المانكوزيب في تقليل شدة المرض.
كما بينت دراسة أخرى أن تطبيق الكلوروثالونيل أو المانكوزيب كل سبعة أيام كان أكثر فاعلية من الرش كل أربعة عشر يومًا.