العفن الأسود على الملفوف والقرنبيط: الأعراض، الأسباب، المكافحة

العفن الأسود على الملفوف - عالم النباتات

يعتبر العفن الأسود على الملفوف والقرنبيط من الأمراض البكتيرية التي تؤثر على جودة المحصول وقدرته على التسويق. وفي هذه المقالة من موقع “عالم النباتات WORLD OF PLANTS”، نستعرض أعراض الإصابة وأسبابها وكيفية الوقاية والمكافحة.

التعريف بالعفن الأسود على الملفوف والقرنبيط Black rot of crucifer crops

يعتبر المرض الأكثر خطورة في جميع أنحاء العالم على النباتات الملفوفية ويمكن أن يصيب معظم المحاصيل الملفوفية وفي أي مرحلة من النمو ويصعب على المزارعين إدارة هذا المرض ويمكن أن يتسبب المرض في خسائر كبيرة في المحصول عندما تكون الظروف رطبة دافئة بعد فترات من الطقس الممطر وينتشر بسرعة.

ويتسبب العفن الأسود من البكتيريا ، Xanthomonas campestris PV.campestris؛ والظروف المناسبة لنمو حرارة بين ٢٥ _ ٣٠ م ° مع توفر رطوبة مرتفعة

أعراض العفن الأسود على الملفوف والقرنبيط

تتفاوت أعراض العفن الأسود تبعاً للنبات المصاب والظروف البيئية ويمكن للبكتيريا دخول النباتات من خلال الفتحات الطبيعية والجروح الناجمة عن إصابة ميكانيكية على الجذور والأوراق.

كما تسبب البذور المصابة عدوى للبادرات و غالبًا لا تظهر اي اعراض على الشتول المصابة التي تنمو في الظروف الحرارية المنخفضة (أقل من ١٥ -١٨ م°) وعندما تزرع الشتول المصابة في الحقل وترتفع درجات الحرارة إلى 25–30م° وبوجود الرطوبة النسبية المرتفعة ( ٨٠-١٠٠%) ، تظهر الاصابة بشكل شديد .

اما في النباتات الكبيرة بالعمر تظهر أعراض المرض في كثير من الأحيان على شكل نسيج أصفر أو جاف على حواف الأوراق ، على شكل احتراق حافة الورقة ومن ثم تتطور الاصابة إلى شكل V مع قاعدة عادة ما تكون موجهة على طول العروق.

وقد يكشف الفحص الدقيق للأوراق والسيقان المصابة عن عروق سوداء في النسيج المصاب والذي يعود له سبب تسمية هذا المرض.

و يمكن أن تتوسع المناطق المصابة على الأوراق باتجاه قاعدة الورقة مما يتسبب في ذبول الورقة وموتها.

تنتج البكتيريا سكريات متعددة لزجة تسمى xanthan تعمل على انسداد الحزم الوعائية مما يؤدي إلى انهيارها وتحولها إلى اللون الأسود. يتحول لون النسيج الموجود فوق الاوعية المصابة الى اللون الأصفر ويجف ويموت. خلال الظروف البيئية الرطبة الدافئة ، يمكن للبكتيريا الانتقال من الورقة إلى الساق وعندها تستطيع البكتريا الانتقال لاعلى او لاسفل داخل الساق إلى أجزاء أخرى من النبات بما في ذلك الجذور.

قد نشاهد الاصفرار في النباتات المصابة في أي مكان على الورقة.

في الخضار الجذرية كالفجل قد لا تظهر الأعراض على الاوراق ولكن يمكن أن يظهر تلون الانسجة الوعائية باللون الاسود داخل الأنسجة الجذرية الصالحة للأكل مما يجعل النباتات غير قابلة للتسويق.

على الرغم من أن بعض النباتات المصابة قد تبدو سليمة ، إلا أن اجراء مقطع في الساق المصابة يظهر عن اصابة في الانسجة الوعائية

بعض أعراض التعفن الأسود تشبه إلى حد كبير تلك التي يسببها الفيوزاريوم Fusarium yellows ، والذي يتسبب في تحول النسيج الوعائي إلى اللون البني وليس الاسود وان معظم الأصناف الصليبية التجارية هي مقاومة للفيوزاريوم.

العفن الأسود على الملفوف - عالم النباتات
العفن الأسود على الملفوف - عالم النباتات
العفن الأسود على الملفوف - عالم النباتات

انتشار العفن الأسود على الملفوف والقرنبيط

تعتبر البذور الملوثة ببكتيريا العفن الأسود أهم مصدر للمرض وتساهم بشكل كبير في انتشار هذا المرض. ويكفي وجود ثلاث بذور مصابة من اصل ١٠٠٠٠ بذرة حتى يحدث انتشار شديد للمرض.

تعيش البكتريا في المخلفات النباتية المصابة وتبقى فيها حتى تتحلل النسج المصابة ( يمكن ان تصل حتى سنتين)، اما في التربة فإن البكتيريا لا تعيش فترة طويلة ككائنات حية( عدة اسابيع).

يمكن لبكتيريا العفن الأسود أيضا أن تصيب وتعيش على العديد من الأعشاب الصليبية وتسهم بالتالي في استمرار وانتشار هذا المرض.

يمكن أن تنمو وتتكاثر على أنسجة المضيف دون أن تسبب له اعراض.

الطريقة الرئيسة لانتشار مرض العفن الأسود على الملفوف والقرنبيط في الحقل

تنتشر البكتريا المتواجدة في المخلفات النباتية المصابة او المتواجدة في التربة او من النباتات المريضة المجاورة للنباتات السليمة عن طريق مياه الامطار او رش المياه او الري العلوي وتنتشر بذلك الاصابة في الحقل.

تدخل البكتيريا وتخرج من الاوراق النباتية المصابة من خلال غدد خاصة موجودة في نهاية الحزم الوعائية يتم من خلالها طرح الماء تسمى hydathodes وتقع على حواف الاوراق غالبا ما يخرج منها خلال فترات ارتفاع الرطوبة في الصباح .

وينتشر بذلك العامل الممرض بسرعة كبيرة عندما تتساقط قطرات المطر الملوثة بالبكتيريا على أوراق سليمة وتدخل الغدد الورقية مرة اخرى عند انخفاض الرطوبة في الهواء .

تنتقل البكتيريا إلى الحزم الوعائية بعد دخولها الاوراق وتبدأ في التكاثر واحداث التلف.

تكون الاصابة بالعفن الأسود أكثر شدة في الحقول التي تتلقى أمطار الصباح الباكر المتكررة و يمكن للمعدات والعمال والحيوانات أن تنشر المرض ويمكن للحشرات أيضا نشر البكتيريا ومع ذلك فإن مساهمتها في انتشار العفن الاسود محدودة.

إدارة مرض العفن الأسود على الملفوف والقرنبيط

تبدأ إدارة العفن الأسود باتباع إستراتيجية الإدارة المتكاملة للآفات (IPM) بما في ذلك:

  • زراعة الصنف المقاوم.
  • زراعة البذور المعتمدة و الخالية من الأمراض .
  • زراعة شتول سليمة النامية من بذور خالية من الامراض.
  • الصرف الجيد للتربة.
  • الدورة الزراعية.
  • تطهير البذور.
  • تقليل الكثافة النباتية والزراعة وفق المسافات المحددة لكل محصول.
  • التخلص من الاعشاب .
  • تجنب زراعة اصناف متأخرة النضج بالمناطق التي يخشى من حدوث الاصابة فيها

علاج البذور المصابة بمرض العفن الأسود على الملفوف والقرنبيط

البذور المصابة تسهم بشكل كبير في انتشار بكتيريا العفن الاسود ويجب على المزارعين أن يزرعوا فقط البذور المعتمدة <1 المصابة بالبذور في 30،000 أو 0.003 ٪ من التلوث.

وعندما لا يكون مستوى الإصابة بالبذور معروفًا أو لا تتوفر بذور خالية من الأمراض ، يجب معالجة البذور للقضاء على البكتيريا وان علاج البذور لا تزيل 100٪ من البكتيريا الموجودة في البذور ، وقد تؤثر سلبًا على إنبات البذور ونشاطها ويمكن نقع البذور في الماء الساخن عند 50 درجة مئوية لمدة ٢٥ دقيقة للملفوف ولمدة ٢٠ دقيقة للقرنبيط واللفت و١٥ دقيقة للخردل والجرجير و هو العلاج الأكثر فعالية للتحكم على العفن الاسود في البذور البذور الضعيفة والبذور المخزنة منذ عدة سنوات وبذور بعض المحاصيل الصليبية ؛ مثل ، القرنبيط ، الكرنب ، اللفت قد تتضرر بالمعالجة بالمياه الساخنة حيث تنقع لمدة 15 دقيقة فقط عند 50 درجة مئوية فقط.

تجنب انتشار مرض العفن الأسود على الملفوف والقرنبيط

  • استخدام صواني بذور جديدة كل عام لتجنب تلوث المحصول الجديد ببكتيريا العفن الاسود ويمكن تعقيم الصواني المستخدمة بالماء المغلي أو المطهرات الكيميائية للتخلص من التلوث المحتمل ويجب التخلص من صواني البذور الملوثة لمنع انتشار المرض إلى صواني الشتلات الأخرى.
  • تجنب نقع حزم الشتول المزروعة في أحواض المياه قبل الزراعة حيث يمكن لبكتيريا العفن الأسود أن تنتشر من الشتول المريضة إلى السليمة عن طريق الجروح على الجذور عند غمرها في الماء.
  • عدم التحرك بين المزروعات وهي مبللة وتقييد العمل الحقلي و الحقول جافة لتقليل انتشار المرض حيث يمكن لبكتيريا العفن الأسود أن تنتقل من تلوث الملابس والمعدات والأدوات ومصادر المياه.
  • الزراعة بالمسافات الزراعية المحددة لكل محصول وعدم زيادة الكثافة النباتية لتعزيز حركة الهواء بين النباتات وبين صفوف الزراعة لتسهيل جفاف النباتات .
  • الري صباحا بحيث تجف النباتات بسرعة قبل غروب الشمس.
  • غسل وتطهير المعدات قبل الانتقال من حقل إلى آخر.
  • ان يكون الحقل المزروع بعيدا عن الحقول المزروعة لمحاصيل الملفوف في العام السابق.
  • ان تكون التربة جيدة الصرف وان لا تتلقى المياه الجارية من الحقول التي نمت فيها المحاصيل الملفوفية من قبل.
  • إن التربة الصفراء الخفيفة جيدة الصرف هي الأفضل لإنتاج الخضار الملفوفية لأنها يمكن أن يتم العمل بها في وقت مبكر من الموسم وتسهل الزراعة المبكرة وتساعد الزراعة المبكرة في تجنب الظروف البيئية التي تساعد على نمو بكتيريا العفن الاسود وانتشارها.

الدورة الزراعية لمدة لاتقل عن ٣ سنوات

إن زرع البذور الخالية من الأمراض ، أو البذور المعالجة ، أو زرع الشتول السليمة لايضمن بالضرورة وجود محصول خالٍ من الأمراض في الحقل.

وان الدورة الزراعية هي أيضا أداة إدارية مهمة.

حيث يمكن لبكتيريا العفن الاسود أن تعيش في أنسجة المحاصيل المصابة في التربة حتى يتحلل النسيج المحصولي المصاب ويتعفن و يختلف الوقت اللازم لتحلل المخلفات الصليبية بين المناطق حسب درجة الحرارة وكمية رطوبة التربة ونوع التربة. على سبيل المثال:

بظروف الصيف الطويل الدافئ يمكن ان تعيش البكتيريا لمدة 60 يومًا تقريبًا في التربة ، و يصل إلى 615 يومًا في المخلفات المصابة. و يمكن للبكتيريا أن تعيش لفترة أطول في التربة أثناء البرودة وفي المواسم الرطبة أكثر من المواسم الجافة .

مكافحة الحشائش

يمكن لبكتيريا العفن الاسود أن تصيب وتعيش على العديد من الاعشاب الصليبية ينتشر المرض من الحشائش إلى المحاصيل الصليبية و تستطيع البكتري البقاء على بذور الحشائش ويمكن أن تنمو وتتكاثر على أوراق الحشائش دون أن تسبب لها المرض. وان السيطرة الجيدة على الأعشاب الضارة داخل الحقول ستساعد في إدارة الأمراض.

مكافحة الحشرات

يمكن لخنفساء البرغوث ( Phyllotreta cruciferae ) نقل بكتيريا العفن السوداء من النباتات المصابة إلى النباتات السليمة. ومع ذلك ، فإن أهميتها في انتشار المرض محدودة. وتوفر الجروح التي تسببها الحشرات نقطة دخول للمرض تصيب النباتات أثناء النياز الثقيل أو فترات الأمطار. سوف تساعد مكافحة الحشرات على الحد من انتشار وشدة المرض.

تغذية المحاصيل

يقلل برنامج التسميد المتوازن من قابلية النباتات للإصابة بالأمراض ويعزز النتروجين الزائد النمو الخضري وقد يزيد من قابلية النبات للاصابة وتشير الابحاث ان العناصر الصغرى قد تشارك أيضا في آليات الدفاع عن المرض للمحاصيل الصليبية.

العلاج الكيميائي

يمكن استخدام الرش بالمركبات النحاسية للوقاية فقط في المشاتل

اما بعد الزراعة في الحقل لم يعط استخدام المركبات النحاسية نتائج ايجابية للسيطرة على العفن الاسود بينت النتائج ان تركيز النحاس المستخدم بالرش منخفض للغاية وغير قادر على السيطرة على البكتريا بحال الاصابة وان زيادة تركيز النحاس يتسبب في حروق الاوراق ويمكن ان يفيد تطبيق النحاس على النباتات في حال تعرض النباتات لجروح ميكانيكية للوقاية من الاصابة .

وفي الختام، نود ان ننوه علي اننا نحن في موقع عالم النباتات WORLD OF PLANTS نقدم لك كل ما يلزمك من خدمات في عالم النباتات، فنحن نقدم لكل المزارعين والمهتمين بالنباتات ثلاث خدمات رئيسية هي:-

  1. خدمة تقديم الاستشارات بالذكاء الاصطناعي لمساعدتك في التعرف على الأمراض التي تصيب النباتات وكيفية التعامل معها.
  2. مدونة عن النباتات والأمراض التي تصيب النباتات والعناية بمختلف المحاصيل … انت تتصفح الآن إحدى مقالاتها الآن.
  3. تطبيق يقوم بتقديم استشارات زراعية للعملاء وايضاً خدمة تصوير الأمراض ومعرفة علاجها مجانا – انقر لتحميل نسخة الأندرويد من متجر جوجل بلاي، أنقر لتحميل نسخة IOS من متجر تطبيقات أبل.

المراجع:

Michael Celetti – Horticulture Crops Program/OMAFRA; Kristen Callow – Vegetable Crop Specialist/OMAFRA،Black Rot Of Crucifer Crops

Alvarez AM. “Black rot of crucifers.” In: Slusarenko AJ, Fraser RSS, van Loon LC (Eds.) Mechanisms of Resistance to Plant Diseases. Dordrecht, The Netherlands: Kluwer Academic Publishers, 2000. pp 21-52.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة بـ *

أضف تعليقا